سنتناول الحديث عن أساليب التربية القاتلة للطفل، حيث تعد الأسرة هي أول مؤسسة تربوية يكبر فيها الطفل ويترعرع بين أحضانها ويستطيع الاعتماد على نفسه من خلالها، بعد ذلك يلتحق في المدرسة هي المؤسسة الثانية والتي تكمل دور الأسرة، ولكن يبقى الدور الأساسي والرئيسي في تشكيل شخصية الطفل في الخمس سنوات الأولى للأسرة، لذلك يجب على الأسرة أن تكون على معرفة جيدة بالوسائل التربوية الصحيحة من أجل بناء شخصية الطفل قوية والابتعاد عن أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل التي يتبعها الآباء والأمهات نظرًا لجهلهم بطرق التربية الصحيحة، والتي ينتج عنها بناء شخصية ضعيفة أو عدوانية وكثير من الاضطرابات لدى الأطفال، وفي السطور القادمة سنتعرف من خلال موقع تكلم على أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل.
أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل
يوجد مجموعة من الأساليب الغير سوية التي يقوم بها الوالدين في التعامل مع أطفالهم والتي يكون لها أثر سيئ للغاية على بناء شخصية الطفل، وهي كالتالي:
-
السيطرة والتسلط
ويعني فرض الرأي من تجاه الأم أو الأب على تصرفات الطفل، ورفض كافة رغباته المشروعة والطبيعية ومنعه عن عمل سلوك معين من أجل أن يصل إلى هذه الرغبات التي يريدها حتى ولو كانت من حقه، أو أن يطلب من الطفل أن يقوم بواجبات أكثر من قدراته ويكون ذلك مصاحب بالضرب أو العنف أو الحرمان في بعض الأحيان، وينتج عن هذا السلوك المتبع في تربية الأبناء أن يكون الطفل لديه رغبة الخضوع والانصياع الآخرين ويحد من قدرته في التفكير والإبداع، كذلك لا يكون لديه الرغبة على إعطاء الرأي والمناقشة وتصبح شخصيته قلقة دائمًا من السيطرة المبالغة عليه.
-
الحفاظ الزائد
وتعني قيام الوالدين أو كلاهما بعمل كافة المسؤوليات التي تكون على الطفل التي يجب أن يقوم بها الطفل لوحده، ويكون ذلك بدافع حرص الوالدين على محاوطة أبنائهم والتدخل الزائد، فلا يترك للطفل أن فرصة وضع القرار بنفسه، كذلك لا يكون له الحرية التعامل مع كثير من الأمور مثل الدفاع عن نفسه عندما يهاجمه أحد الأطفال الآخرين بل يقوم الوالدين بالدفاع عنه، وهذا الأسلوب يؤثر بطريقة سلبية على شخصية الطفل ونفسيته وبناء شخصية هشة تعتمد على الآخرين من أجل أداء مهامه الشخصية، ليس لديه القدرة على تحمل المسؤولية وقلة معدل الثقة بالنفس لديه.
-
الإهمال من الوالدين لطفلهم
وعدم الاستجابة له ومحاسبته على قيام بالسلوكيات الخطأ، وقد يكون ذلك الفعل من الوالدين أو أحدهما وينتج الإهمال من الانشغال الدائم بالأعمال، ويفسر الطفل ذلك السلوك بأنه رفض له وعدم محبة، والإهمال من أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل والتي تنعكس سلبًا على نموه النفسي، وأحيانًا يصاحب سلوك الإهمال الاستهزاء من كلام وأفعال الطفل ومن إنجازاته، وتنتج الخطورة من ذلك الأسلوب المتبع في تربية الأطفال ظهور عدد من الاضطرابات السلوكية للطفل العنف والاعتداء على الآخرين، العدوان والسرقة.
أخطاء تربية الأطفال
تختلف طريقة التربية من شخص إلى آخر، وكذلك طريقة التعامل مع الأطفال من طفل إلى آخر، ويوجد بعض الأخطاء في تربية الأبناء والتي تعد من أهم أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل والتي يجب تجنبها قدر المستطاع من أجل عدم التأثير السلبي على شخصيته، من هذه الأخطاء ما يلي:
-
الصرامة والحزم
في تربية الأبناء حيث اعتبر خبراء التربية أن هذا الأسلوب من أخطر الأساليب التي تتبع في تربية الأبناء وأصبح يستخدم بكثرة، ويعد الحزم مطلوب في مجموعة من المواقف التي تتطلب أن يكون الوالد حازم مع طفله فيها، ولكن التصرف الخاطئ الذي يصاحب الحزم أحيانًا من بعض الآباء هو العنف حيث يقوم الأب بتعنيف ابنه سواء عن طريق الضرب أو الإساءة اللفظية وهو الأمر الغير مقبول في تربية الأطفال لما له من آثار سلبية على شخصية الطفل، حيث لا يستطيع الطفل نتيجة هذا الأسلوب الالتزام بالمسؤولية، كما قد تظهر عليه في المستقبل بعض من أعراض العصاب والتي تكون نتيجة الكبت الانفعالي والصراع الذي بداخله.
-
الدلال الزائد
كذلك يعد من أخطر أساليب التربية ولا يقل تأثيره السلبي عن تأثير القسوة والشدة، حيث أن الدلال الزائد يجعل الطفل غير ناجح في تكوين علاقات اجتماعية ولا يستطيع تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة، وذلك لأن الدلال الزائد يجعله لا يمر بالخبرات الطبيعية التي يتعلم منها كيف يوجه الأحداث من حوله، وذلك لا يعني أنه من المفترض أن الوالدين لا يدللون طفلهم ولكن يجب أن يكون بحذر وتوازن.
أنماط تربية الأطفال السلبية
يوجد مجموعة من الأنماط التربوية الخاطئة والتي تعد من أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل، نظرًا للنتائج السلبية الشديدة الذي تخلفه على شخصية الطفل، ومن هذه الأنماط ما يلي:
-
عدم الثبات في المعاملة بين القسوة والحنية الزائدة
فنجد الوالدين يقومون بعقاب الطفل في مرة على موقف وفي نفس الموقف يكافئ عليه في مرة أخرى، ويعمل هذا النمط من التربية على أن يصعب على الطفل أن يعرف الصواب والخطأ، كما أنه يكون شخص متردد غير قادر على حسم الأمور، ويتوقف عن التعبير الواضح عن مشاعره وآرائه.
-
الإعجاب الزائد بالطفل
حيث يقوم الوالدين بالتعبير بصورة زائدة عن الحد عن انبهارهم بالطفل ووصفه بالصفات الجميلة طوال الوقت، ويؤدي هذا النمط إلى الغرور والتعالي الزائد عند الطفل وتكون مطالب الطفل كثيرة، يضخم الطفل صورته عن ذاته، وينتج عن ذلك إحساسه بالفشل عندما يواجه أشخاص آخرين لا يمنحونه ويعطونه نفس القدر من الإعجاب والدلال والحب.
أساليب التربية الشائعة الخاطئة
يوجد مجموعة من الأساليب والممارسات الشائعة في التربية ويقوم بها الوالدين سواء عن عدم علم أو انشغال وأحيانًا عن عمد، وتعد من أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل لما لها من آثار سلبية في صلاح الأطفال، ومن هذه أساليب التربية الخاطئة الشائعة ما يلي:
- معاقبة الطفل أو التأنيب على سلوك خاطئ أمام أشخاص آخرين وذلك من الأخطاء الفادحة في التربية، ينصح أن يتم توجيه الطفل أو معاقبته منفردًا بعيدًا عن الأشخاص الآخرين.
- كذلك عدم سماح الأم للطفل أن يقوم بإنجاز الأعمال التي أصبح قادرًا على فعلها، وتعتقد الأم أن هذه المعاملة من باب الرحمة بالطفل، ولهذا السلوك الكثير من الآثار السلبية حيث يفتقد روح المشاركة مع الأسرة في القيام بخدمات البيت، ويعتاد على الاعتماد على غيره وقلة الثقة بنفسه وكذلك يعتاد على الكسل والتواكل.
- ومن أخطاء التعامل الشائعة احتقار الأطفال والسخرية من كلامهم وآرائهم، وذلك من دوره أن يشعر الطفل بعدم ثقته في نفسه ويكون قليل الجرأة والتحدث ولا يبادر بالمشاركة في أي أنشطة اجتماعية.
- كذلك قيام الوالدين بتفضيل بعض الأبناء على البعض الآخر سواء في المعاملة أو العطاء ودائمًا يؤكد خبراء التربية على المعاملة العادلة بين الأبناء.
الخاتمة
في ختام مقالنا تعرفنا على أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل، والأساليب التربوية السلبية، وكذلك أخطاء التربية الشائعة من أجل الابتعاد عنها، حيث أن الهدف من تربية الأطفال هو إنشاء جيل يتمتع بصحة عقلية وجسدية ونفسية، ولديهم علاقات احترام قوية مع آبائهم، وهذا أكثر ما تسعى إليه طرق التربية الإيجابية.
Comments 2