كيف يمكنني مساعدة طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد هذا السؤال يخطر ببالنا عندما نتعامل مع طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد، وكذلك هذا السؤال يكون في ذهن الأمهات الذين لديهم أبناء يعانون من اضطراب طيف التوحد، يشعرون أن الأمر صعب ومساعدتهم أمر بالغ الصعوبة والتعامل معهم، وبشكل خاص لأن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يكون التواصل الاجتماعي لديهم غير جيد وكذلك التعبير عن مشاعرهم يكون صعب. لذلك سوف نتعرف من خلال موقع تكلم على اضطراب طيف التوحد.
اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد هو حالة تتعلق بنمو الدماغ ويكون تأثيره على طريقة تمييز الأشخاص للآخرين وكيفية التعامل معهم من الناحية الاجتماعية، حيث يسبب هذا الاضطراب مشكلات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، كما يشمل مجموعة مكررة من أنواع السلوك، ويعد اضطراب طيف التوحد كالتالي:
- في السابق كان التوحد، اضطراب التحطم الطفولي، متلازمة أسبرجر اضطرابات منفصلة لكن حاليًا أصبحت تندرج تحت اضطراب طيف التوحد.
- تظهر أعراض طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة ويؤدي إلى حدوث مشكلات في التواصل الاجتماعي سواء كان في المدرسة أو في المنزل، وفي الغالب تظهر الأعراض في خلال السنة الأولى من حياة الطفل، تظهر الأعراض بشدة في الفترة ما بين الشهر ١٨ إلى ٢٤.
- المسؤول عن تشخيص هذا الاضطراب هو الطبيب النفسي للأطفال، أخصائي نفسي، طبيب أعصاب أطفال، لذلك يقوم طبيب الأطفال المختص بتحويل الطفل إذا لاحظ أحد أعراض الاضطراب عليه إلى الأطباء الآخرين.
اقرأ أيضًا: كيف أتحكم في عصبيتي مع أطفالي
أعراض اضطراب طيف التوحد

يوجد بعض الأعراض التي تحدث في وقت مبكر تدل على اضطراب طيف التوحد في الأطفال، مثل انعدام الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة للطفل لسماع اسمه أو عدم الاهتمام بمقدم الرعاية، ويعاني الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من مشكلات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتظهر هذه المشكلات في التالي:
- لا يستجيب الطفل عندما ينادي باسمه، وفي بعض الأوقات يظهر وكأنه لا يسمع الشخص الذي أمامه.
- يرفض الطفل اللمس والعناق، ويفضل اللعب بمفرده، ودائمًا يبتعد إلى عالمه الخاص.
- يكون لديه مشكلة في التواصل البصري ولا يوجد تعبيرات على الوجه.
- يتأخر في الكلام ولا يكون لديه قدرة على النطق بالكلمات والجمل.
- تكون نبرته في الكلام غير طبيعية من الممكن أن يستعمل صوت رتيب أو يتكلم كالإنسان الآلي.
- يواجه الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في أن يتعرف على الإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه، لهجة الصوت، وضع الجسم.
كذلك من الأعراض التي تكون لدى المصابين بالتوحد هي أنماط السلوك المحددة والمتكررة، ومن علاماتها ما يلي:
- أن يقوم الطفل بحركات محددة مثل الدوران والتأرجح بشكل متكرر.
- كما يقوم الطفل ببعض التصرفات التي يمكن أن تسبب له ضرر مثل ضرب الرأس أو العض.
- وقد يعاني الطفل من حساسية غير طبيعية ومفرطة من اللمس أو الضوء أو الصوت وعلى الرغم من ذلك لا ينزعج من الحرارة أو من الألم.
كيفية التعامل مع الأطفال مرضى اضطراب طيف التوحد
التعامل مع الأطفال مرضى اضطراب طيف التوحد ليس بالأمر السهل، لأن هذا الطفل لا يستطيع التعبير عن مشاعره واحتياجاته ولا يتفاعل مع الأسرة بشكل طبيعي، كما أنه في بعض الحالات قد يتعرض لنوبات من الهياج، يوجد مجموعة من النصائح يجب اتباعها عند التعامل مع ذوي اضطراب طيف التوحد، ومن هذه النصائح ما يلي:
- يجب على الفرد أن يكون صبور عند التعامل مع الطفل الذي يعاني من اضطراب طيف التوحد حيث أن هذا الطفل يحتاج إلى وقت أكثر من أجل معالجة المعلومات التي يدركها الأطفال الآخرون بشكل سريع، كذلك قد يفهم التصرفات البديهية بطريقة خطأ، لذلك على الفرد أن يكون صبور ويختار باهتمام كلماته، ويوضح مخارج الحروف بشكل جيد وذلك من أجل أن يستوعب الطفل بشكل جيد.
- يعاني الأطفال من صعوبة في أن يعبرون عن مشاعرهم الشخصية وكذلك في فهم المشاعر الأفراد المحيطين بهم، كما أن الطفل من الممكن أن يعبر عن مشاعر الغضب بطريقة عدوانية، يجب على الفرد الذي يتعامل معه عدم إجباره على كتم غضبه ومشاعره، ولكن يجب أن يعلمه كيف يعبر عن هذه المشاكل بطريقة صحية، فإذا كان الطفل يحب الرسم فهذه الطريقة سوف تساعده على التعبير عن مشاعره، كما يوجد مجموعة من كروت المشاعر وهي عبارة عن رسومات يكون عليها تعابير وجوه مختلفة يمكن استخدامها من أجل التواصل مع الطفل أن يعبر عن مشاعره من خلالها.
- في بعض الأحيان يتصرف الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد بطريقة سيئة، يجب على الفرد تجاهل السلوك السيئ من أجل منعه، والتحدث عن السلوك الجيد معه، ويكون شرح ذلك بطريقة بسيطة وسهله، كذلك يجب أن يكافئ على السلوك الجيد بالأشياء التي يحبها.
- يجب أن يكون الفرد القائم برعاية الأطفال حنون حيث أن هذا الطفل يحتاج إلى الاحتواء والعناق، ولكن إذا كان من الأطفال الذين لا يحبون أن يلمسوا، يجب على الفرد أن يحترم رغبته ويعطيه مساحته الشخصية ولا يفرض عليه التواصل الجسدي، لأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية ويؤدي إلى حالة هياج للطفل.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الطفل الخجول والطفل التوحدي
علاج اضطراب طيف التوحد

اضطراب طيف التوحد لا يوجد له علاج نهائي، ولكن يوجد خطط علاجية تؤدي إلى تحسين حياة الطفل وذلك يكون عن طريق بعض العلاجات النفسية والسلوكية والتي من دورها أن تعلم الطفل كيفية الاندماج مع الآخرين والتفاعل مع المحيطين به من خلال استخدام كروت المشاعر ولغة الإشارة، ومن بعض العلاجات ما يلي:
- التدخل السلوك اللفظي ويكون التركيز على تطوير القدرات اللغوية عند الطفل، حيث تعاني نسبة كبيرة من صعوبة في التواصل اللفظي.
- تحليل السلوك التطبيقي يمارس هذا النوع من العلاج في العيادات والمدارس من أجل مساعدة الأطفال على اكتساب السلوكيات الإيجابية والحد من السلوكيات السلبية، كما يستخدم من أجل اكتساب مجموعة كبيرة من المهارات وتعزيز التواصل لديهم.
- العلاج المرئي ويستخدم هذا النوع من أجل تحسين التواصل لدى الطفل عن طريق استعمال الأجهزة اللوحية والتكنولوجيا وبطاقات الصور من أجل مساعدته في تعلم المهارات اليومية مثل ارتداء الملابس وغير ذلك من المهارات.
- العلاج التكاملي الحسي ويستخدم هذا النوع من العلاج مع الأطفال الذين ينزعجون بسهولة من مثيرات معينة اللمس أو الأصوات أو الأضواء ساطعة، ويعلم هذا النوع الطفل طريقة التعامل مع هذه المثيرات الحسية.
- الأدوية لا يوجد علاج دوائي من أجل اضطراب طيف التوحد، ولكن يوجد أدوية من أجل أن تخفف من الأعراض المصاحبة للاضطراب منها صعوبة التركيز والأرق والاكتئاب، وأكدت معظم الدراسات أن الدواء عندما يكون مصاحب للعلاج السلوكي يكون أكثر فعالية.
الخاتمة
في ختام مقالنا تعرفنا على اضطراب طيف التوحد وأعراضه وكيفية مساعدة الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد وكيفية علاج هذا الاضطراب. ونتمنى أن نكون قدمنا لك محتوى مفيد ونسعد بمشاركتك لنا في التعليقات عن طريقتك المفضلة في التعامل مع مرضى طيف التوحد وهل نجحت؟.
Comments 3