سنتناول الحديث عن مسببات الأذى النفسي عند الأطفال، فيمكن لبعض الكلمات السلبية أو التي تجرح المشاعر من خلال الآباء والأمهات نحو الأطفال أن تتسبب لهم في أذى نفسي كبير سيطول الوقت حتى يتعافى منه الطفل وتجعله يتصرف بسلوكيات سلبية ولا يعلم الأب أو الأم عن سبب ما يقوم الطفل بفعله من أفعال خاطئة فالكلمات لها تأثير كبير في نفسية الطفل سواء كانت سلبية أو إيجابية فهي تعود على نفسيته.
فعلى المربي أن يكون دائماً حذرًا في تعامله مع طفله، ويدقق في كل التفاصيل حتى لا يتأثر الطفل نفسياً، وعلينا أن نقدم لهم الحب والحنان فهم صغار ولا يحتاجون إلى شيء آخر حتى تكون شخصيتهم شخصية ناجحة وسوية، لذا سنذكر لكم من خلال موقع تكلم ما الذي يسبب الأذى النفسي عند الأطفال وكيفية التغلب على تلك المسببات.
ما الذي يسبب الأذى النفسي عند الأطفال
يمكن لطريقة الحديث مع الطفل أن تكون هي السبب في الأذى النفسي عند الأطفال إذا كانت سلبية أو بها تجريح، أو كان بها نوع من القسوة، ويعتقد البعض بأن طرق التربية بأسلوب العقاب سواء كان بالكلمات السلبية أو الضرب هي الحل المثالي حتى يصبح الطفل منفذ للأوامر ومطيع للوالدين ولكن هذه الطرق الخاطئة تسبب لهم أذى في نفسيتهم وتجعلهم معقدين ولا يعرفون كيفية التعامل مع العالم الخارجي، وهذا العقاب بالكلام السلبي هو أكبر تأثير في نفسية الطفل عن العقاب البدني.
وكذلك أيضاً قد أكدت الدراسات، والأبحاث الخاصة بالأطفال والتربية، على أنه من المهم جداً عمل حديث يتشارك في الطفل مع المربي وهذا الحديث يتم المناقشة به عن الأفعال الخاطئة التي يقوم بها الطفل وكيف نتجنبها بدون أن نجرح مشاعره بالكلام حتى يتفهم وتتقوى صحته النفسية، ويتعلم كيفية التعبير عن ما بداخله ويتعرف على كيفية استخراج السلوكيات الخاطئة بشكل صحيح ولا نتسبب له في مشاكل نفسية تخلق منه شخصاً سلبيًا.
كما تعتبر أشكال الأذى النفسي عند الأطفال التي تواجه الطفل في حباته تظل عالقة في عقله، ويستمر تأثير تلك المشاعر السلبية بداخله والأذى النفسي حتى بعد طفولته إلى أن يصبح كبيراً، ومن الأشياء التي تتسبب في الأذى النفسي عند الأطفال هي عدم وجود ردة فعل للأهل نحو الطفل عند نجاحه أو فعله لأفعال جيدة، ولا يقومون بإعطائه حماس وتشجيع لأن يكون أفضل، ولا يجعلون الطفل يتعامل مع العالم الخارجي بشكل صحيح، وهذا ما يجعلهم غير سويين نفسيا، واجتماعيا ولا يستطيعون استكشاف العالم والتعليم.
بالإضافة إلى أن تراكم العديد من المشاعر النفسية المؤثرة بداخل الطفل بسبب عدم الاهتمام، والكلمات وغيرها من الأشياء تجعل الطفل وكأنه يقوم بعمل شيء ما مميز أو نجح بشيء ما، ولا يجد ردة فعل جيدة من والده ووالدته فيقوم بتحطيم ذلك الشيء ولا يسعى للنجاح مرة أخرى ولن ينسى تلك اللحظات المؤثرة في نفسيته وهذه من أكبر أسباب الأذى النفسي عند الأطفال.
اقرأ أيضًا: تأثير إخلاف الوعود على نفسية الطفل
نتائج التعامل السلبي مع الطفل
تعتبر المعاملات الخاطئة مع الطفل تحدث لدى كافة المجتمعات في جميع البلاد في العالم، ومنها صور عديدة تسبب الأذى النفسي عند الأطفال مثل الإساءات النفسية، والإساءات الجسمانية، والإساءات التي تتعلق بالاستغلال والانتهاك الجنسي، ويمكن أن يكون السبب في تلك المعاملات هو عد الاهتمام بشكل كافي بالطفل، ويمكن أن تتسبب تلك الأنواع إلى أضرار كبيرة للطفل من الممكن أن تتسبب في وفاته.
ويتضمن الأذى النفسي للأطفال الذي يكون عن عمد مثل عقابه بطريقة الضرب أو الحرق بشيء ساخن، أو كسر في القدم أو اليد، ومنها أيضاً الكلمات التي نتلفظ بها وتكون محتوية على نوع من التهديد أو السب أو الضرب المبرح والاستهزاء بما يقولونه وما يفعلونه دائماً، وقد يتسبب ذلك في اصطدام عاطفي، ونفسي للطفل لا يمكن معالجته أو نسيانه من ذاكرته.
كما قامت العديد من الأبحاث بالتأكيد على أنه يوجد بنت من بين أربع بنات وصبي من بين ثماني صبيان يتعرضون إلى بعض الانتهاك الجسدي والجنسي في مرحلة الطفولة، وأنه يحدث في كل سنة لطفل من بين عشرون طفل يتعرض للإيذاء الجسماني، كما أن هذه المسألة معقدة وهو أن يقوم المنتهك للطفل جنسياً بجعله يقوم بفعل أشياء هو لا يستطيع فهمها من الأساس وكل ذلك يكون بسبب عدم اهتمام الأب والأم بالطفل بصورة جيدة حتى وإن كان بقصد منهم أو بدون، وهذه من مسببات الأذى النفسي عند الأطفال.
ومن الأشكال الخاصة بعدم الاهتمام من ناحية الوالدين هي أن لا يتم توفير المال للطفل مثل عدم توفير الوجبات لتناولها، وعدم وجود منزل للمعيشة، وعدم تقديم ملابس جديدة له أو عدم شراء الألعاب له وعدم تلبية طلباته التي يرغب في تحقيقها، والعديد من الأشياء الهامة لدى الطفل، وكذلك أيضاً عدم الاهتمام بإظهار مشاعر الحب والعطف للطفل وكل ما يدل من أفعال على أن الوالدين يفضلان طفلهما ويحبونه ، بل يقومون بإظهار الكلمات السلبية فقط، والانتهاك الجسدي، وعدم وجود اهتمام صحي للطفل من خلال تقديم وجبات غذائية متكاملة، والذهاب للطبيب للفحص، وكل هذا من أسباب الأذى النفسي عند الأطفال.
ما هي أعراض الأذى النفسي عند الأطفال
عادة لا يقوم الطفل بالتحدث مع والديه عندما يتعرض لأي من أسباب الأذى النفسي، وذلك بسبب خوفه طن والديه أو تفكيره بعدم تصديق حديثه، أو أنهم يوقعون الخطأ عليه لذلك سنذكر لكم عدة علامات إذا وجدتيها في طفلك فهذا يدل علة تعرضه لأذى نفسي أو جسدي ومنها ما يلي.
- أولا أن تجد الأم بعض من العلامات على جسم الطفل مثل آثار ضرب أو لسع بشيء ساخن أو أي من الإصابات بشكل عام في كافة أنحاء جسده، وهذا يدل على أن الطفل قد تعرض لأذى جسدي طن قبل شخص ما.
- وكذلك أيضاً أن يظهر على الطفل أساليب جديدة غير صحيحة مثل جلوسه بمفرده، أو توتره وقلقه بشكل زائد أو وجود تبول أثناء النوم أو وقت الاستيقاظ بدون دخوله للحمام أو التحكم في نفسه، أو آلام في أعضائه التناسلية أو حدوث نزيف في مكان ما، أو يقوم الطفل بعمل أفعال جنسية قد رآها، أو رؤية الأحلام المزعجة له بشكل مستمر كل هذا يدل على وجد الأذى النفسي عند الأطفال.
اقرأ أيضًا: أساليب التربية القاتلة لشخصية الطفل
كيفية معالجة الأذى النفسي عند الأطفال
عند التأكد من أن طفلك قد تعرض لأي من أسباب الأذى النفسي عند الأطفال فعليك اللجوء إلى الطبيب على الفور حتى يتم فحص الطفل والتأكد من سلامته النفسية والجسدية، والإبلاغ عن حالة الطفل وما تعرض له من انتهاك جسدي أو جنسي وما شابه ذلك حتى يحاسب القانون من فعل ذلك.
كما يجب معالجة الطفل على الفور حتى لا تزداد المشكلة لديه ويدخل في نوبة اكتئاب حادة فعليك اللجوء لطبيب الأطفال النفسي وشرح ما حدث للطفل حتى يتصرف الطبيب بشكل صحيح في العلاج.
الخاتمة
بذلك نكون قد وضحنا لكم ما الذي يسبب الأذى النفسي عند الأطفال وتعرفنا على كيفية معالجة الأذى النفسي للطفل بعد ظهور العلامات المذكورة سابقاً لتعرض الطفل للاعتداء الجنسي أو الجسدي الذي سبب له ذلك الأذى، كما يجب إلى الوالدين الانتباه أكثر لأفعالهم مع أطفالهم ويراقبون أفعال الطفل دائماً وما يحدث له من تغيرات نفسية أو جسدية أو صحية.