تعليم السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

الموهبة والشغف شمعتان لا تطفئهما القدرات، ولا حتى الإمكانيات، فنحن نرى فقيراً تغلب على فقره فأصبح مليونير، وهناك من هو كفيف وأضاء بصيرة أمم بأكملها بعلمه، وآخر لم تمنعه يداه المبتورة من رسم أسمى مظاهر الجمال من حوله. ولا يعول الإنسان على سخط النعم من حوله وقد أنعم الله عليه بموهبة تجعله متقدماً بها عن غيره، إلى أن يشار عليه بالبنان، فهناك العديد من المجالات التي نجح ذوي الاحتياجات الخاصة أن يبدعوا ويتميزون بها، منها الرسم، الغناء، العزف، كرة السلة، وأيضاً السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويتساءل البعض كيف لفئات معينة من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يتقن السباحة ليس هذا وحسب وإنما يصبح مدرباً أيضاً، ذلك الأمر يصير الدهشة نعم، ولكن من لا يعجزه بتر لا يقف أمام حلمه دون محاولة منه بأقصى ما يستطيع فعله.  وفي هذا المقال  سوف نقوم بالإشارة الى الفئة المبدعة، الصابرة، الباعثة للأمل في المجتمع من خلال موقع تكلم.

الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة 

هم الفئة التي تعاني من عجز أو عيب خُلقي، يجعلهم عاجزين عن القيام بمهامهم الأساسية، وهذا ما يجعلهم بحاجة دائمة إلى مساندة غيرهم لمساعدتهم بالقيام ببعض الأعمال، كما بأنهم بحاجة إلى معاملة خاصة في الأماكن المتواجدين فيها. وعرفت منظمة الصحة العالمية أن الإعاقة عبارة عن حدوث قصور في إحدى الجوانب الذهنية أو الجسدية، يمكننا اسناد السبب الرئيسي لحدوث الإعاقة إما كونه يعود لمشكلة وراثية أو عوامل بيئية مثل حوادث السير أو غيرها. 

يختلف ذوي الاحتياجات الخاصة في نوع الإعاقة التي من الممكن أن يصابوا بها. ومدى سيطرة الإعاقة على قدرتهم الحركية والذهنية، ومن هنا يظهر لنا أنواع مختلفة من الإعاقات مصنفة إلى أربع أقسام أساسية، ومن الجدير بالذكر أن المصاب يمكنه أن يعاني من أكثر من نوع حيث ممكن أن يكون جسدي وذهني معا. 

أنواع الإعاقة المقيدة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة 

تختلف الإعاقة التي تعتبر معيقة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يمكننا تصنيفها إلى ما يلي: 

• إعاقة جسدية: هي فقدان أو نقص يصيب الحواس الخاصة بالجسد، مثل الشلل أو فقد البصر أو السمع. 
•  ذهنية: هي مشكلة تصيب القدرات العقلية للفرد. 
• إعاقات نفسية: تحدث نتيجة إصابة بالفرد بمشكلة نفسية مثل الاكتئاب والانطواء. 
• لفظية لغوية: صعوبة في اللغة والكلام تصيب الطفل، فمن شأنها تعرقل الحوار والحديث والتعبير عن رأيه. 

أنواع السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة 

لا يجوز تعميم جميع الحركات المستخدمة في السباحة للأنواع المختلفة من الإعاقات، حيث هناك أنواع مختلفة لتعليم السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة: 

• سباحة الظهر 

تعتمد هذا النوع من السباحة على إحداث التوازن للطفل، من خلال جعله يطفو على ظهره وتثبيت يديه على جنبه، وبذلك يقوم الطفل بحركة الأبعاد لليدين واحدة تلو الأخرى، إلى أن يتقن الحركة. 

• سباحة الصدر 

تعد سباحة الصدر من الحركات التي يتعلمها أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن قد تواجه مشكلة في الفقرات الموجودة في الصدر لتلك الفئة التي تعاني ضعف في العضلات والأطراف، حيث تعد هذه الحركة صعبة إذ إن السباحة بها تكون بشكل مائل. 

• سباحة الفراشة  

يعتمد الطفل على حركات متتالية للأطراف العلوية أكثر من السفلية، إذ تعتمد على عضلات الجذع. 

• السباحة الخاصة بالمصابين بالشلل

هناك معايير أساسية يتم اتباعها للأطفال المصابين بالشلل، إذ يتم الحرص بشكل كبير على العمود الفقري وحركته، كما أنها تختلف من شخص لآخر حسب شدة الشلل، ونوعه، ويمكن البدء بتدريبات السباحة من عمر الثلاث سنوات إلى السبعينيات. 

أدوات السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة 

تعد السباحة من المهارات التي يرغبها الأطفال والكبار، إذ يستطيع الجميع ممارستها مع بعض التدريبات والتوجيهات، ولكن تعليم مهارة السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تتطلب أدوات محددة، تساعدهم على القيام بها، ومن هذه الأدوات ما يلي: 

•  حزام طفو، لكي تمنعهم من الغرق، فتجعلهم يطفو على سطح الماء. 
•  قضيب تثبيت. 
• سترة للنجاة. 
• سدادة أذن. 
•  زعانف. 
• كرسي.
•  أطراف صناعية مطاطة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. 
• سماعة رأس. 
• عوامات وأذرع. 

كيفية تعليم السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

يقوم مدربين متخصصين لتعليم السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال غرس بعض المفاهيم التي تتناسب مع معيقاتهم الجسدية والنفسية، إذ تعتبر هذه الفئة، أكثرهم حاجة إلى التركيز والمعاملة بطريقة خاصة تراعي القدرة الحركية والذهنية التي تقف عائقا أمامهم، وتحد من حركتهم: 

• شرح المبادئ الأساسية لتعليمها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. 
• استخدام لغة سهلة وبسيطة، تمكن الأطفال من فهم التدريب. 
• تسهيل وتنمية وتحسين قدراتهم الحركية، التي تمكنهم من الدوران والالتفاف. 
• تعليمهم كيفية الطفو على سطح الماء.  
• القدرة على إنقاذ نفسهم في حالات الغرق أن تعرضوا لها. 
• تعليمهم الثقة بالنفس وكيفية الخوض في سباقات السباحة. 
• عمل تدريبات دورية من أجل ضمان عدم نسيانهم. 
• اختيار الحركات المناسبة، التي لا تعود بالضرر على بعض الأجزاء الجسدية مثل العمود الفقري. 
• فوائد تعليم السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. 
• تعيد إحساس الطفل بإحساسه بجسده. 
•  كيفية التصرف في حال وقوعه في الماء وعدم وجود أشخاص حوله. 
• زيادة الثقة بالنفس. 
•  تعتبر لياقة بدنية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من سمنة، مثل أطفال متلازمة داون. 
• مفيدة للأعصاب. 
•  تنمي روح المثابرة والتشجيع ليشعر الطفل بقيمته وقدرته على الانخراط في المجتمع. 
• تعتبر رياضة تأهيلية. 
•  ضبط ضغط الدم. 
• عضلة تقوي أداء القلب والرئتين. 
•  زيادة مرونة الجسم. 
•   تحسين الدورة الدموية. 
• تؤثر على الحالة المزاجية.

نماذج مشاهير داعمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

هناك العديد من النماذج لمشاهير من ذوي الإعاقة داعمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي:

• ستيفن هوكينغ: كان مصاباً بمرض التصلب الجانبي، وقد توقع الأطباء موته خلال فترة زمنية قصيرة إلى أن تجاوز السبعينات من عمره، ليثري علم الكون والفيزياء بمعرفته ويصبح عالماً فيزيائيا يحتذى به.
•  كريس بورك: عُرف بأفلامه التي لاقت رواجاً عالميا، مما جعله ممثلا مشهورا، حيث جسد أيضا فيلماً يتحدث عن حقيق
• ستيفن وندر: عرف على أنه مطرب وملحن وشاعر وقد كان معروفا بأغانيه التي تصدرت فترة طويلة، التي بلغ عددها 30 أغنية
•  لويس برايل: كان كفيفاً، فأوجد نظاماً خاصة للكتابة بطريقته الخاصة وسميت باسمه (لغة برايل).
• ألبرت أينشتاين: كان يعاني من التوحد، ولكنه أصبح رائدا في علم الفيزياء
•  سو أوستن: استطاعت ممارسة السباحة على كرسي متحرك.
• فريدا كاهلو: كانت تعاني من شلل الأطفال إلا أنه لم يقف عائقا أمام رسوماتها التي بدأت بها من خلال الورق والأقلام والريشة فقط، لتخرج بلوحات فنية، اشتهرت بالعالم أجمع
• عمار الشريعي: كان كفيفاً لكنه من رواد الموسيقى المصريين، الذي اشتهر بمعزوفاته.

الخاتمة

وبذلك فإن السباحة تعتبر نشاط بدني، تم ممارستها منذ قديم الأزل وأوصي بها الإسلام، لما لها من آثار هامة على الفرد، كما أن التقنيات الحديثة، وفرت للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أدوات من شأنها مساندتهم في تعلمها. ليس هذا وحسب وإنما أيضًا هناك من خاض مسابقات فيها، والآخر أصبح مدرب سباحة. وما يجدر بنا تعلمه من هذا المقال هو أن القدرة الجسدية ليست عائق حقيقي أمام الرغبة في التعلم واتباع الموهبة.