لا تقتصر الأمراض العقلية على الكبار، إنما تطول أيضا الأطفال، وهنا يأتي الدور الهام الذي يلعبه الأهل في متابعة أطفالهم ومراقبتهم، إذ إن هناك علامات توضح إصابة الطفل بوجود مرض عقلي يؤخر نموهم، بشكل طبيعي كباقي الأطفال. وقد يصعب على الأهل تحديد المرض العقلي أو ملاحظة التصرفات الغريبة للأطفال، لعدم الاهتمام من قبلهم، وهذا ما يجعل العملية العلاجية صعبة، إما لتأخر اكتشاف ومتابعة المرض أو بسبب تفاقم المرض العقلي عند الأطفال. وسوف نوضح من خلال موقع تكلم المرض العقلي وعلاماته وكيفية علاجه.
ما هو المرض العقلي عند الأطفال
المرض العقلي عند الأطفال، هو عبارة عن اضطراب في الصحة العقلية للأطفال، بحيث يشكل عائق حول تنظيم التصرفات لدى الطفل والمشاعر وما إلى ذلك، مما تشكل تحديا أمام اندماجه السليم في المجتمع.
كما قامت منظمة الصحة بالإشارة إلى أن المرض العقلي هو عبارة عن مجموعة من الأفكار التي تدور في رأس المريض ومعتقداته، بالشكل الذي يسبب له الهلوسة، عدا عن كونها وهمية ولا أساس لوجودها، إلا أنه لا يستطيع التحكم بها، وينتج عنه أعراض ومشاكل مختلفة.
وبذلك يجب التفرقة بين المرض العقلي والمرض النفسي، إذ إن المرض النفسي هو مشكلة في الصحة النفسية لدى الأفراد بينما، الصحة العقلية تتعلق بالأفكار والمعتقدات الخاصة بالفرد، حيث يعتبر المرض العقلي بأنه مرض يصعب تحديده أو ملاحظته ومعرفته، لكونه غير مرئي يمكن ملاحظته فقط من خلال مراحل متقدمة تنعكس على السلوك الفردي.
اقرأ أيضًا: ما هو اضطراب طيف التوحد وعلاجه؟
علامات المرض العقلي عند الأطفال
هناك عدة علامات من شأنها إظهار وجود المرض العقلي عند الأطفال، ولفت النظر إلى الوالدين لأهمية مراعاة الطفل، أو اصطحابه إلى الطبيب المختص، ومن هذه العلامات ما يلي:
- عدم القدرة على الاندماج في المجتمع والبيئة المحيطة
- الرغبة المستمرة والحديث عن الموت والانتحار
- سرعة تقلب المزاج والانفعال العصبي
- فقدان ملحوظ في الوزن
- معاناة الطفل من الرهاب الاجتماعي
- عدم القدرة على التركيز
- الشعور بالغثيان والدوار والصداع المستمر
- فقدان السيطرة على النفس
- عدم الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية وفقدان الرغبة بالذهاب إلى المدرسة
- الحزن المتواصل الممتد لأسابيع وأشهر.
- تغيير في مزاج الطفل وعدم استقرار في الحالة النفسية
- الأرق وقلق النوم
- الانطواء والعزلة
- فقدان الشهية وخسارة الوزن
- أفكار بالانتحار والشعور بالاكتئاب
- اختلاف في سلوكياته وتصرفاته
في حال كان طفلك يعاني من أحد هذه الأعراض، يتوجب عليكم التوجه إلى أحد الأطباء المختصين بهذه الحالات، وكيفية التعامل معها ومعالجتها، إذ أنها في حال تفاقم هذه العلامات قد يؤدي إلى فقدان الطفل، لمدى خطورة الهلوسة التي قد تصيبه – وتدفعه للقيام بها مصل الانتحار.
الاضطرابات الصحية التي تشير على وجود المرض العقلي
يوجد بعض الاضطرابات التي يستعين بها الطبيب لتشخيص المرض ومن هذه الاضطرابات التي تدلل على المرض العقلي عند الأطفال، هو اضطراب القلق، والشعور بفقدان الشهية الناتج عن الاكتئاب، وقد يتعرض الطفل إلى الفصام والاضطراب الناجم عن الصدمة.
لا تقتصر الأعراض على الهلوسة فقط، بل التوهم بأن هناك من يريد قتله أو يقوم بمراقبته، مما ينعكس سلبا على تصرفاته وسلوكه، بحيث يصبح عدوانيا، أو العكس من ذلك كأن يسود عليه الضحك الهستيري أو تقلب المزاج والانعزال، وكثرة الانعزال تسبب له مشاكل في النطق أو الحديث بشكل سريع يصعب فهمه أو يعيق من تواصله مع الآخرين، وعدم القدرة على ربط الأحداث في الحديث والحوار مع الآخرين.
طرق تشخيص المرض العقلي عند الأطفال
بداية يتم تشخيص المرض العقلي عند الأطفال، من خلال تحديد العلامات والأعراض التي يتعرض لها الطفل، وذلك عادة ما يتم من خلال الطفل والطبيب المختص، بعد أن يقوم الطبيب بمعرفة الاضطرابات التي يعاني من الطفل والتفريق بينهم، كونها تتشابه بحد كبير مع أمراض أخرى مثل الأمراض النفسية وغيرها، إذ يقوم الطبيب المختص بوضع خطة علاجية سليمة خاصة بالطفل، مراعيا مرونة هذه الخطة، وعدم اقتباسها من خطوات علاج طفل آخر، حيث تختلف هذه الأعراض من طفل لآخر، مستخدماً إحدى الطرق العلاجية التي سوف نقوم بذكرها فيما بعد.
بعد التشخيص وتحديد الأعراض ووضع الخطط المناسبة، يتوجب على المريض الالتزام بالخطة العلاجية حتى يتم فيما بعد المتابعة والتقييم لحالة الطفل. وبهذا يمكننا القول إن الطفل خلال مرحلته العلاجية يمر بمرحلة الفحوصات الطبية ثم المقابلة ثم الحوار ثم مراجعة التاريخ التسلسلي للإصابة بالمرض حتى يقود إلى تحديد المشكلة العقلية والخطة التي يجب تطبيقها إلى أن ينتهي بالتقييم وهذا ما يسمى بالدليل التشخيصي الإحصائي الخاص بالمرض العقلي.
من الجدير بالذكر أن المرض العقلي يختلف عن المرض النفسي، كون المر النفسي من الممكن علاجه والتعافي منه بشكل كامل، بينما المرض العقلي، لا علاج دائم له إنما يحاول الطبيب السيطرة على الأفكار التي قد تودي براحة المريض أو منحه بعض من الراحة العقلية من خلال جلسات العلاج والاسترخاء التي يوصي بها.
كيفية علاج المرض العقلي عند الأطفال
يعتبر المرض العقلي من أشد أنواع الأمراض صعوبة نظرا لكونه يستصعب علاجه، لعدم وجود أمل في علاج المصاب به، ولكن هناك بعض الطرق العلاجية للتخفيف من حدته كما تم ذكره آنفاً، حيث يتم علاج المرض العقلي عند الأطفال، بإحدى الطرق إما باستخدام الأدوية والعقاقير الطبية أو العلاج النفسي، يكون العلاج من خلال استخدام الأدوية والعقاقير التي تعمل كمضادات للاضطرابات التي يعاني منها الطفل مثل مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق.
يعتبر العلاج النفسي أمر هام جدا في تقدم وتحسين الحالة المرضية للأطفال ممن يعانون من ذلك، وذلك من خلال إجراء الجلسات الحوارية للتعبير عن الضغوطات والمخاوف التي تدور بمخيلته، أو القيام بجلسات الاسترخاء مثل اليوغا وطرد الطاقة السلبية وغيرها.
اقرأ أيضًا: كيفية تعليم الطفل الثقة بالنفس
إرشادات للأهل للتعامل مع المرض العقلي عند الأطفال
- استشارة طبيب مختص، لمتابعة الحالة المرضية
- التحدث وإجراء الحوارات مع الطفل حتى لا ينشغل بمخاوفه والأفكار السلبية التي تطرأ على باله
- الحرص على توفير الدعم من خلال الأهل والبيئة المحيطة للطفل مثل (المدرسة والجيران والعائلة)
- معرفة كيفية التعامل مع المرض وأساليب الاسترخاء لتعليمها للطفل
- إنشاء خطط علاجية ولا ضرر في حال تدخل أحد أفراد الأسرة لدعم هذا الأمر
- المشاركة في برامج الدعم الخاصة للأهل
- المعرفة العلمية المناسبة المتعلقة بالمرض
الخاتمة
يعتبر المرض العقلي عند الأطفال، مرض يحتاج إلى المعرفة العلمية والقدرة على فهم وكيفية التعامل مع المرض للسيطرة على الهلوسات التي قد تفقد المريض حياته.