أثبتت الكثير من الأبحاث والتجارب الارتباط الوثيق بين تعليم الأطفال التعاطف مع الآخرين وبين زيادة مستوى الإبداع عندهم، حيث توضح الأبحاث أن الأطفال الذين يميلون لمساعد الآخرين والتعاطف معهم لديهم قدرات إبداعية ومهارات عالية في التواصل الاجتماعي والعاطفي، مما يجعلهم أناس متفوقين في حياتهم. وهذا ما سنتعرف عليه من خلال موقع تكلم.
كيفية تعليم الأطفال التعاطف مع الآخرين
توضح المحاضرة “هيلين ديميتريو”: أن تعليم الأطفال التعاطف مع الآخرين يفيدهم في ما بعد في زيادة تقديرهم لأنفسهم، حيث سيكونون أشخاص ذوى علاقات اجتماعية ناجحة. ومن النصائح المهمة لتعليم الأطفال التعاطف مع الآخرين:
-
التكلم عن مشاعر الغير
ادخل في حوار مع طفلك، عندما ينشب نزاع بينه وبين أي شخص آخر اسأله عن شعور الشخص الآخر في هذا الموقف؟ وهل من الجيد أن نجعل الآخرين يشعرون بشعور سيئ ؟ أو اسأله: هل تريد أنت أن يعاملك الناس بهذا الأسلوب ؟ هذا سيجعله يفكر في التعاطف مع الآخرين حيث سيضع نفسه في موقفهم.
كما يمكنك أن تذكر اسم الشعور أثناء حديثك مع ابنك مثل أن تقول له: لقد كان من الجيد أن تتحدث مع زميلك الذي كان يجلس بمفرده، ربما كان يشعر بالوحدة، هذا سيساعده على التعرف على المشاعر المختلفة الإيجابية منها والسلبية وكيفية التعامل معها.
-
قراءة القصص
اقرأ لطفلك القصص التي تحوي مبادئ وأخلاق أو التي تحكي قصصا حقيقة لشخصيات كان لها دور فعال في لأمة هذا يجعله يتعاطف مع شخصيات الرواية حتى لو كانت خيالية.
-
امدح الطفل عندما يتعامل بعطف مع الناس
ثم اذكر السلوك بالتحديد مثل: أنه كان كريماً، مهذب ،لطيف، كما يمكنك تشجيعه عندما يتحدث عن مشاعره، استمع له خاصة إذا كان يحكي قصة حصلت معه هذا سيشعره بأنك مهتم لمشاعره وسلوكه. وذكر سلوكيات الآخرين مثلا أن تُذّكر ابنك بالأشخاص الذين تصرفوا بعطف معه في أول يوم له في المدرسة وكيف أن هذا السلوك كان رائعاً منهم.
-
التمثيل أو لعب الأدوار
عندما يلعب الطفل مع شخصيات بأدوار مختلفة وسط مواقف مختلفة هذا سيعزز عنده قدرة التعاطف مع الآخرين في مثل تلك المواقف على أرض الواقع، كما يمكنك تشجيعه على معرفة شعور الآخرين بالنظر إلى وجههم أو تصرفاتهم كأن تقول له: أنا أعتقد أن هذا الشخص المسرع أمامنا غاضب من شيء ما رأيك؟
-
تعليم الطفل التحدث بلباقة ولطف
كأن يقول ” من فضلك” و “شكراً لك” ومن الأفضل أن يتعلم الطفل هذه الكلمات في وقت مبكر من عمر 5 سنوات حيث إنها ستؤثر في شخصيته وسيتمكن من إظهار الاهتمام والاحترام للغير.
-
التفاعل مع الآخرين على أرض الواقع
يجب أن يتعلم الطفل كيفية قراءة تعابير الوجه ونبرات الصوت وذلك لا يتم إلا إذا شارك الطفل في مواقف حقيقية على أرض الواقع وأبتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تقتل التفاعل وتميت العواطف لدى الأطفال.
هذا ويلعب الأهالي دورا مهماً في تعزيز شعور الطفل بالتعاطف عن طريق تشجيعه على مخالطة الناس، كما يمكن للأطفال الذين يعانون من مشاكل خاصة مثل: اضطراب فرط الحركة والاكتئاب ونقص الانتباه تعلم التعاطف بصورة صحية واستخدامه إلى حد ما وهذا سيساعدهم على تعزيز جودة حياتهم.
ومن النصائح التي ينصح بها علماء النفس عدم استخدام الغضب للتحكم في سلوك الأبناء، حيث يعد هذا أمراً صعب على الآباء، فمثلا لا تقل لطفلك أنك غاضب منه، ولكن استخدم كلمات مثل: لقد أُصبت بخيبة أمل من تصرفك هذا، لذا لن تحصل على ما تريد الليلة.
فوائد تعليم الأطفال التعاطف
نعني بالتعاطف أن تضع نفسك مكان شخص آخر وتحاول أن تشعر بما يحسه، للتعاطف فوائد كثيرة منها:
- فوائد صحية مثل تقليل التوتر، تشير الدراسات أن الأشخاص الأكثر تعاطفاً مع غيرهم لديهم نسبة أكبر لمحاربة التوتر والقلق من خلال الروابط الشخصية بين الأفراد.
- تقوية مهارات التواصل حيث إن الطفل الذي يمتلك القدرة على التعاطف عادة ما يستطيع التواصل مع أكبر عدد من الناس بسهولة، لأنه سيتمكن من وضع نفسه في أماكنهم وسيتمكن من الشعور بهم وبالتالي سيقلل من سوء الفهم أثناء الحوارات.
- يحسن من سلوك الطفل الاجتماعي: نحن كائنات اجتماعية، لذا توجد روابط وثيقة بين الأفراد تتشكل بسبب عوامل كثيرة منها التعاطف ومساعدة الغير وكلما زاد مقدار التعاطف كلما زادت قوة الترابط بين الأفراد.
- مساعدة الأشخاص: كثير من الأشخاص والأيتام يحتاجون أحيانا لشخص يواسيهم أو حتى يتحدث إليهم ويستمع لقصصهم.
أنواع التعاطف
للتعاطف أنواع مختلفة حسب تصنيف علماء النفس منها:
- التعاطف المعرفي وهو أن تضع نفسك مكان الشخص الآخر وترى وجهة نظره في الموضوع، بمعنى آخر هو تعاطف بالفكر وليس الشعور.
- النوع الثاني هو التعاطف العاطفي وهو أن تشعر بمشاعر أو أحاسيس الشخص الآخر، ويظهر هذا النوع في المراحل المبكر عند الأطفال مثل: أن يضحك الطفل إذا رأى شخص يضحك أو يبكي إذا رأى شخص يبكي.
أفكار لتعليم الأطفال التعاطف ومساعدة الآخرين
عندما يتم تعليم الأطفال التعاطف مع الآخرين فإنهم تلقائياً سيحبون مساعدة للآخرين، ومن أهم الطرق التي ستساعدك في تعليم الأطفال التعاطف ومساعدة الآخرين:
- المساعدة داخل البيت: شجع طفلك على مساعدة أفراد الأسرة مثل مساعدك أو مساعدة إخوته حتى لو في الأعمال البسيطة مثل: ترتيب الطاولة أو ترتيب السرير هذا سيُنمي عنده شعور الاحترام وحب مساعدة أفراد الأسرة ومساعدة الأشخاص الآخرين.
- التعاون على عمل الخير: دربي طفلك على صنع أشياء تدخل البهجة والسعادة في قلوب الآخرين، مثل أن تساعديه على تحضير حلويات لذيذة وتوزيعها على الحرس أو عامل النظافة هذا سيساعده على التعاطف مع الآخرين وحب الخير للناس خاصة الذين يجعلون حياتنا أفضل وأسهل، كما أنه سيتعلم التواضع وعدم التكبر.
- التبرع: شجعي ابنك على التبرع بألعابه التي لا يستعملها واطلبي منه أن يغلفها بصورة جميلة ويتبرع بها للعائلات الفقيرة أو مراكز الأيتام هذا سيجعله عطوف على الناس ويحب مساعدة الناس، كما أنه سيتمكن من الاستغناء عن الأشياء القديمة التي لا يحتاج إليها.
- صنع الهدايا اللطيفة: ساعدي ابنك في صنع بطاقات ملونة جميلة يعطيها للأهل والزملاء في المدرسة سيرى السعادة في وجوه هؤلاء الناس وسيسعد هو أيضاً، ومع مرور الوقت ستصبح عادة جميلة.
- التطوع: اشتراك الآباء في العمل التطوعي له دور كبير في تشجيع الأطفال على الاشتراك في الأعمال التطوعية وهذا سيغرس فيه حب مساعدة الغير، وفي المستقبل سيصبح شخصاً كريماً ومحباً للخير.
الخاتمة
وهكذا فإن الأطفال الذين يحبون مساعدة الغير عادة ما يشكلون علاقات ناجحة ومفيدة مع الوقت، فعندما يساعد الطفل أصدقائه في أمر ما سيرجع الأمر له بتلقي المساعدة منهم في أي وقت وفي أي مشكلة قد تواجه في المستقبل. وتعليم الأطفال التعاطف مع الآخرين من الأدوار المهم للآباء لبناء شخصية قوية ومحبة لأطفالهم، نجد أن كثير من علماء النفس والسلوك يشجعون تعليم الأطفال التعاطف عن طريق اتباع طرق صحية ومدروسة.
Comments 2