هل أخبرك أحداً من أفراد عائلتك مسبقاً أنك تتحدث أثناء نومك؟ وهل استيقظت متسائلاً حول الأصوات التي كنت تسمعها واكتشفت أن لا أحد سواك يعلم عنها؟ أو وجدت نفسك تتناول الطعام أو ذاهب إلى مكان آخر بعيداً عن سريرك؟ لا تذعر، أن ما يصيبك، يشعر به آخرون مثلك، بل ومنتشرة بشكل كبير جدا، إذ تضج مصادر البحث حول معرفة أسباب القيام بمثل هذه الأمور أو سماع الأصوات والكوابيس المتكررة. إن هذه الحالة تسمى مُتلازمة الرّأس المنفجر، وهو اضطراب يحدث أثناء النوم، سوف نقوم في هذا المقال بتفسير هذه الظاهرة، ومعرفة أسبابها وطرق علاجها.
ما هي مُتلازمة الرّأس المنفجر
مُتلازمة الرّأس المنفجر، أو ما تسمى بالخطل النومي، وهو عبارة عن اضطراب يصيب التشكل الجذعي، الموجود في الدماغ، إذ يعتبر المسؤول الأول عن الحركة الانتقالية بين النوم واليقظة، حيث تتمثل أعراضه في الصحة الجسدية والنفسية لدى المصاب، حين يشعر بسماع أصوات مرتفعة، أو يقوم بالتنقل أو الحديث خارج عن إرادته، وعادة ما يجهل المريض عما يصيبه، إلا في حين إخباره بما قام به أثناء نومه.
وتصنف مُتلازمة الرّأس المنفجر، من ضمن قائمة الأمراض النفسية لدى الكبار والأطفال إذ تم اكتشافها في عام 1920، من قبل عالم الطب النفسي روبرت أرمسترونغ، ومن ثم قام العالم الإيطالي جون بيرس بالتعمق والتفصيل في هذه الحالة المرضية، إلا أنه أطلق عليها اسم خطل النوم في بداية القرن الواحد والعشرين وبالتحديد في عام 2005.
أقرأ المزيد: التعامل النفسي مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
أعراض مُتلازمة الرّأس المنفجر

تتمثل أعراض مُتلازمة الرّأس المنفجر لدى الأطفال وكبار السن، في ظهور بعض الظواهر التي ترافق الشخص الذي يعاني من الخطل النومي، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- السير أثناء النوم.
- تناول الأطعمة والمشروبات أثناء النوم.
- ارتفاع في ضربات القلب.
- التشنج العضلي.
- الشعور بالحزن والألم.
- الأرق.
- التعب والإرهاق والتعرق.
- سماع أصوات عالية جدا كأصوات الحيوانات.
- الشعور بانفجارات أو اهتزازات داخل الرأس.
- الدهشة والهلع بعد الاستيقاظ.
- الشعور بالسقوط من مكان شاهق.
- الكوابيس المتكررة.
- الخوف من الليل وانتظار ساعات النهار.
على الرغم من أخبار المحيطين بالمريض حول حقيقة عدم وجود لما يراه المريض أثناء نومه من كوابيس أو ما يسمعه من أصوات، إلا أنه يستيقظ مصابا بالهلع والخوف المستمر بعد كل حالة تصيبه، مما تسبب له تعكير في المزاج وخوف وحزن دائم.
اقرأ أيضًا: ما هي الرأرأة؟ هل هي مرض عضوي أم نفسي؟
أسباب مُتلازمة الرّأس المنفجر لدى الأطفال
لم يوجد إلى الآن سبباً محدداً حول مُتلازمة الرّأس المنفجر، ولكن يستند هذا الأمر إلى ما يسمى بالتنشيط الشبكي، الذي يرجع إليه مهمة تنظيم التنفس واستشعار حالة الفرد في حال النوم أو الصحو، وفي الجانب الآخر المسؤول عن حالة السبات والراحة حيث تقوم النواة البطنية بتولي مهمتها، وتختفي التنشيط الشبكي بالتدريج، ومن هنا يبدأ الفرد بالشعور بالنعاس.
في حال تمت هذه العملية بطريقة متسلسلة سلسة فإن الطفل يستكمل نومه بطريقة طبيعية، أما في حال اعتراضها لمجموعة من الاهتزازات والاضطرابات، مما تسبب حركة سريعة في العين، يسترق فيها المصاب بعضاً من مقتطفات يومه، وحينها تبدأ أعراض الخطل النومى بالظهور إما على شكل كوابيس أو هلوسات سمعية ولفظية لدى الطفل مما يجعل من يحوله يتساءل حول سبب التصرفات التي يقوم بها.
مدى انتشار مُتلازمة الرّأس المنفجر
تعتبر هذه الظاهرة منتشرة بشكل مدهش وغريب، إذ يجهل الأطفال ما يقوموا به، أو ما يسمعوه، وكذلك لم يتوصل العلم إلى سبب واضح وحقيقي حولها، وتعتبر ظاهرة مُتلازمة الرّأس المنفجر أكثر انتشارا بين الطلاب الجامعيين والأطفال، حيث تنشط هذه الظاهر في ظل التوتر والقلق، حين يواجه الطفل مشاكل داخل أسرته أو في حال قلقه من الاختبارات أو المدرسة.
ويعتبر طلبة الجامعة أيضاهم أكثر فئة معرضة لهذه الحالة. كما تعتبر هذه الظاهرة منتشرة أكثر لدى النساء عن الرجال، حيث أن النساء أكثر عاطفية وتوتراً مقارنة بالرجال.
آراء الأطباء النفسيين حول مُتلازمة الرّأس المنفجر
إن أكثر ما يلجأ إليه الأطباء هو محاولة بعث الأمل والطمأنينة في نفوس من يعانون من الأمراض النفسية، حتى لا تسوء حالتهم، ويشعروا بفقدان الأمل في العلاج، فالأطفال الذين يعانون من مُتلازمة الرّأس المنفجر، يتم طمأنتهم على أنه مرض يتم علاجه، في حال تم اتباع تعليمات الطبيب المختص وإجراء الفحص التشخيصي للحالة لمعرفة المشاكل وتحديدها والقدرة على معالجتها، كي لا يتسبب في الأزمات النفسية للطفل التي قد تلازمه.
وقد تحدد مدى إصابة الطفل بهذه الظاهرة وكيفية تشخيصها من خلال عدد المرات التي تصيب المريض، أو عدد الأعراض التي يشعر بها، ففي حال كونها تتراوح ما بين مرة إلى مرتين من كل شهر، تعتبر عارضة وليست إصابة حقيقية.
ولكن إن كان يشعر المريض بأكثر من اضطراب مثل السير أثناء النوم وسماع الأصوات المزعجة، مع التكرار يوميا أو إن كان العدد يزيد عن سبع مرات في الشهر، هنا يتم تشخيصه على أنه مصاب بالخطل النومي. وفي حال شعر الطفل بتكرار هذه الحالة، يوصى بزيارة طبيب مختص، لعمل استشارة أو البدء بجلسات العلاج كما يحدد الطبيب حسب حالة المريض.
تجارب وآراء المصابين في مُتلازمة الرّأس المنفجر

إن أصعب ما قد يمر على الطفل هو محاولته السيطرة على الأفكار والأصوات التي تدور داخل عقله، نظرًا لعدم قدرته على السيطرة وفهم ما يدور حوله إلى أن يكاد يشعر بأنه سوف ينفجر، أو كأنه بحاجة إلى هدنة مع عقله لبرهة من الزمن، فيصف بعض المصابين مُتلازمة الرّأس المنفجر قائلاً بأن كان يسمع صوتاً يخبره بأنه سوف يقوم بقتله، مما جعله في حالة ذعر وخوف.
وتقول إحداهن أنها تشعر بثقل في الصدر والحزن الشديد يومياً، رغم توفير الألعاب وسبل الترفيه للطفلة ولكنها لا تستجيب لذلك، إضافة إلى قلة التركيز التي تحصل عليها عند الدراسة.
الآثار الصحية الناتجة عن مُتلازمة الرّأس المنفجر للأطفال
إن هذا النوع من الاضطراب ما يسمى مُتلازمة الرّأس المنفجر، عادة ما يؤثر على كلا الجوانب النفسية والجسدية للمريض، حيث يشعر بالضيق المستمر الذي يؤثر على نفسيته وكيفية علاقاته مع الآخرين، إذ يميل إلى الانطوائية والابتعاد عن التجمعات العائلية وما إلى ذلك، للتخفيف من حدة الضجيج من حوله.
بالإضافة إلى شعوره بالأرق المستمر نتيجة عدم حصوله على القسط الكافي من النوم والصداع. ويعد القلق والتوتر عاملان أساسيان تنشط بهما هذه المتلازمة.
طرق علاج مُتلازمة الرّأس المنفجر
لا يوجد علاج لاضطراب مُتلازمة الرّأس المنفجر، ولكن قد يتم إعطاء المريض بعض الأدوية العلاجية التي تناسب فئته العمرية، وتساعده على الهدوء وتخفيف الضغط الذي يتعرض له نتيجة الأرق أو الأصوات التي يسمعها وما إلى ذلك.
يقوم الطبيب المختص بالسماح للمريض بأخذ الأدوية المهدئة للأعصاب أو المضادة للاكتئاب، مع تقديم النصيحة لهم بالقيام بجلسات الاسترخاء لتفريغ الضغط والكبت، حيث يعتبر سبيلاً للعلاج وطرد الأفكار بطرق سليمة.
أقرأ المزيد: تعليم السباحة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
تعتبر مُتلازمة الرّأس المنفجر اضطراب يصيب الفرد، مما يجعله يعاني من مشاكل مثل الأرق والصداع وسماع الأصوات، التي تجعله يشعر وكأن هناك مدينة تقطن داخل رأسه، ولكن للتخفيف من آثار وحدة هذه الأعراض يستوجب على الفرد الذهاب إلى المختصين للحصول على الاستشارة اللازمة وكيفية التخلص منه بطريقة سليمة وفعالة، كما تعتبر الراحة النفسية والاسترخاء بعيدا عن العصبية والتوتر من الأمور التي تجعل هذه الحالة تضمحل بالتدريج